قريبا
كتاب راسبوتين يستمع إلى أغنيات السيدة فيروز سرا – محمد جميز
يحكون في قريتى منذ زمنٍ بعيدٍ عن بيت السباعي، البيت الذي يسكنه الظلام، ولم أتخيل أبدًا أنني حكاية، ستلوكها الألسن لسنواتٍ قادمةٍ، سأعجز عن عدِّها، مثلما سأقف مكتوف اليدين عن طمس حروفها..
ينام البيت خلف مقابر القرية، إنه غراب يحرس الموتى ليلًا من أنياب اللصوص، واللصوص في قريتي طبقات، وكل طبقة تحكمها مجموعة من الضوابط والقيود، ولكن الأهالي كانوا يخشون شخصًا واحدًا بعينه، يرافق الرعب اسمه إذا ذُكِر في الخلوات، تضرب الأمهات صدورهن من الهلع، ويُنكِّسن رؤوسهن زلفى؛ إذا اعترض طريقهن وهنَّ عائداتٍ من السوق يوم الخميس، حتى جاء اليوم الموعود، وقَابَلْته في ليلةٍ شتويةٍ قارسة البرودة، قد خذلني القمر، وتركني أواجه مصيري وحدي، وتَرجَّلَ بعيدًا يحمل خطواته؛ ليرش بقاعًا أخرى بأنوارٍ آمنة.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب