كتاب رحلة إلى جبال العلويين عام 1878 م – ليون كاهون
على الرغم من أن ليون كاهون ليس هو أول “مستشرق” فرنسي يزور جبال العلويين، حيث سبقه ابن جلدته الملازم “والبول” في عام 1851، كما زار تلك الجبال غيره من المستشرقين الفرنسيين من أمثال “ماسينيون” الذي كان أكثر تركيزاً على الطبيعة العقائدية المذهبية لأهل تلك الجبال، فالتقى زعيم الطائفة العلوية وقتذاك الشيخ سليمان الأحمد، والد الشاعر المعروف بدوي الجبل، إلا أن زيارة كاهون اكتسبت مدلولات على درجة كبيرة من الأهمية لأنها زيارة محددة الأهداف والمضامين، كما ذكر الدكتور سهيل ذكار الذي قال إن زيارة كاهون تمت بطلب من السلطات العسكرية الفرنسية في ذلك الوقت. اختار ليون كاهون الجزء الشمالي من جبال اللاذقية والقرداحة مقراً رئيسياً، ولم يُعرف السبب وراء اختياره هذا الجزء دوناً عن الأجزاء الأخرى، خصوصا أن “الكتلة العلوية” المؤثرة تنتشر على الجزء الجنوبي لتلك الجبال، أي مناطق ريف جبلة وسهلها الساحلي الواسع، ولم يتبين سبب اقتصار الزيارة على الجزء الشمالي، إلا أن ترجيحات رأت السبب بكون شمال اللاذقية أقرب إلى الميناء وأكثر أمناً للرحّالة، كما أنه يتّصف بضعف المؤثرات العائلية التي يتجمع أغلبها في الجزء الجنوبي من تلك الجبال، مخافة أن يصطدم بقوة الزعامات فتعيق عمله الذي كان يتطلب تصوير الأشخاص وأخذ مقاسات أبدانهم وأشكال جماجمهم، نساء ورجالاً، الأمر الذي لن يكون متوفراً بسهولة في الجزء الجنوبي الذي تسيطر عليهم زعامات عميقة الجذور لن تسمح بحال من الأحوال لـ”غريب أجنبي” أن يمد ذراع الشخص ليقيسه بالسنتيمتر، أو ليلف المقياس على جمجمته لضبط حجمها الذي سيحولها إلى ميزة تفصلها عن سواها من جماجم.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب