كتاب رحلة الشاه كابور – شيرين عادل
أما هذه المرة، فالأمر يختلف شكلًا وموضوعًا؛ فأنا في مهمة عمل رسمية، كلفني بها الصديق الرحالة (عمرو بدوي) لاستكشاف ورسم خريطة طريق لرحلة يود القيام بتشغيلها عن طريق وكالة السفر الخاصة به (ترافل سوا)، ليستقطب من خلالها -بشكل خاص- هُواة المغامرة والترحال من قائدي الموتوسيكلات المصريين والعرب. وهي ليست مهمة سهلة بالمرة، فهي تتضمن تنفيذ الرحلة المخطط لها بنفسي وبمفردي تمامًا، وهو الأمر الذي لم أجرؤ على فِعْلِه طوال السنوات الست الماضية التي زخرت برحلات الموتوسيكلات مع الكثير من الأصدقاء في شتَّى المدن المصرية، لعلَّ أطولها كانت رحلتي عام 2016 حول مصر التي قطعتُ فيها مسافة ألفين وسبعمئة كيلومتر في تسعة أيام، مع خمسة من الرِّفَاق، قُمنا من خلالها بدورة كاملة حول مصر، عَبَرْنا فيها من ساحل البحر الأحمر لمدينة (مرسى علم)، مرورًا بمدينتي (الأقصر) و(أسوان)، إلى الواحات الأربعة الدنيا من الصحراء الغربية وهي (الخارجة) و(الداخلة) و(الفرافرة) و(البحرية)، عودة أخيرًا إلى (القاهرة).
أكاد ألهثُ لمجرد ذكْر تلك المسافات، على الرغم من ألفة أسماء المدن والأماكن التي طالما زُرتها من قبل، فكيف وأنا اليوم في طريقي إلى المجهول حرفيًّا، أسافر على طُرُق لم أطرقها من قبل قطُّ، معتمدة فقط على أبحاثي الخاصة التي أجريتُها قبل الرحلة ما بين خرائط (جوجل)، ومنتديات السفر، ومراسلات لبعض الأصدقاء القُدامى في الهند لتبين حالة بعض الطُّرق والطقس في ذلك الوقت من العام.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب