كتاب رسائل سينك الرواقية (رسائله إلى لوتشليوس) – إميل المعلوف
“رسَائِلُ سينِكْ الرِّواقَّية: رَسَائِلُهُ إِلى لُوتْشِلْيُوسْ” يتناول الكتاب حياة سينك وفلسفته الرواقية وموضوع رسائله إلى لُوتْشِلْيُوسْ، وهي مجموعة بعدد 124 رسالة وجّهها سينك إلى لوتشليوس تتضمن عرضاً للمراسلات بينه وبين صديقه لوتشليوس حول مواضيع متعددة مثل: الله، والموت، والزمان، والوَحدة، والخوف، والاحتمال، والسعادة، والحرية، والمساواة وغيرها. واعتمد الدكتور المعلوف في تلخيص الرسائل على ترجمتها الفرنسية من اللاتينية بقلم الأستاذين فرنسوا وبيار ريشار، والصادرة عن دار غَرنيه في باريس.
إن رسائل سينك هي بوح بكلّ ما أحسّه هذا الفيلسوف من مشاعر وأفكار خلال حياة حافلة بالأحداث السياسية والاجتماعية. والذي يقرأ الرسائل يشعر بأن الرجل كان يعيش حياتين: فكرية وعملية، عبّر عن الأولى في ما كتبه لصديقه لوتشليوس، ومارس الثانية التي كانت نقيض الأولى شكلاً ومضموناً. فقد حاول أن يصطنع من حياته الثانية عكس ما كانت تضمره حياته الأولى. دليلنا على ذلك هذا المثل من عشرات الأمثلة المذكورة في تضاعيف رسائله.
لقد منع سينك أولاً الرواقي من امتهان السياسة في الوقت الذي كان يخوض هو غمارها طيلة حياته الصاخبة. كما أنه راح ثانياً ينصح الرواقي بالابتعاد عن مجتمع الناس في حين أنه كان يلتزم العيش في وسطه بتفاعل منتج وإرادة صادقة. ثم نراه يشجع ثالثاً جماعة الرواقيين على التزام الوَحدة، ولكنه امتنع هو عن ممارسة هذه الوَحدة. فدعوته إلى التقيّد بهذه المطالب الثلاثة جعلته يتخلّى عن الربط بين القول والفعل. وهو مبدأ كان حريصاً على إشاعته بين الناس.
وعلى الرغم من الطلاق عنده بين حياته الفكرية الأولى وحياته العملية الثانية نجد رسائله صادقة بما حوته من عاطفة إنسانية تكشف عن نفس محبّة مساعدة. إلّا أننا لا نستطيع أن نعلم أيّ الحياتين هي حياته الحقيقية. فالتعارض الحاصل بينهما يجعل الحكم على ذلك صعباً لا بل ممتنعاً.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب