كتاب رسائل من السجن – الماركيز دو ساد
نعم أنا فاسق، أعترف بذلك، لقد تخيلت كل شيء يمكن أن تتخيليه في هذا النوع، لكنني بالتأكيد لم أفعل كل شيء تخيلتِه ولن أفعله بالتأكيد أبدًا. أنا فاسق، لكنني لست مجرمًا ولا قاتلًا، وبما أنني مجبر على وضع اعتذاري بجانب الدفاع عن نفسي، فسأقول: ربما يكون من المحتمل جدًّا أن أولئك الذين يدينونني ظلمًا، هم مثلي، لم يستطيعوا موازنة عيوبهم، من خلال أعمال صالحة ذات قيمة كتلك التي يمكنني أن أقابلها بأخطائي.
أنا فاسق، لكن هناك ثلاث عائلات مقيمة في منطقتك عاشت خمس سنوات من إحساني، وقد أنقذتهم من آخر درجات الفقر المدقع. أنا فاسق، لكنني أنقذت جنديًّا فارًّا من الموت، تخلَّى عنه كل فوجه وقائده. أنا فاسق لكن في نظر كل عائلتك، في “إيفري”، أنقذت، مخاطرًا بحياتي، طفلًا كان سيُسحق تحت عجلات عربة تجرها الخيول وذلك عندما اندفعت إليه بنفسي. أنا فاسق، لكنني لم أُعرِّض صحة زوجتي للتهلكة. ليس لديَّ كل أشكال التحرر الأخرى التي غالبًا ما تكون مهلكة لثروات الأولاد: هل دمرتهم بالمقامرة أو بالنفقات الأخرى التي كان من الممكن أن تحرمهم أو حتى تضر بميراثهم في يوم من الأيام؟ هل أسأت إدارة الممتلكات الخاصة بي عندما كان ذلك متاحًا لي؟ باختصار، هل صدر مني في شبابي ما ينمُّ عن قلب قادر على السواد الذي نفترض أنه عليه اليوم؟ ألم أحب دائمًا كل ما يجب أن أحبه وكل ما يجب أن يكون عزيزًا علي، ألم أحب والدي؟ (للأسف، ما زلت أبكيه كل يوم) هل تصرفت بشكل سيئ مع والدتي؟
(من دو ساد إلى زوجته)
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب