كتاب رغبات منتصف الحب – زاهي وهبي
تماماً كما يشي العنوان بالحب والرغبة يأتي ديوان “زاهي وهبي” الجديد “رغبات منتصف الحب” متماشياً مع عنوانه حاملاً في ثناياه ألوان قوس قزح بما فيها جمال، وما في ذات الشاعر من حب للحياة وشوق وتوق وغوايات.
في “رغبات منتصف الحب” يقول “بول شاوول”: “زاهي وهبي يجمع ما صَعُب على كثيرين من الكتّاب جمعه: الشعر في مساحته الخاصة والإعلام في فضاءاته وأمكنته الرحبة، من دون أن يعتدي واحدهما على الآخر؛ فتجارب “زاهي تتراكم”، وتتطور، وتتجاذب من الذاتي الداخلي الحميم الخصوصي إلى الفردي الجماعي، وفي المديين لحظة ينبوعية تجعل من الذاتي خروجاً إلى الآخر (أنا سوايَ)، ومن الفردي (الجماعي) إمتداداً للذات.
إنها اللعبة الصعبة التي بات شاعر “رغبات منتصف الحب” يدخرها ويمارسها من دون الانغلاق في الأولى، أو التعميم في الثانية، لا سيّما في اللغة الشعرية نفسها، التي تحافظ على مجازفة اللغة بصورها وتناقضاتها وظلالها وبين تداعياتها التي يعرف “زاهي” كيف يروّضها في بناء مليء بالإشارات لكنه بعيد عن الجفاف، وإذا كانت القصيدة بمفهومها العام قد تؤدي أحياناً إلى “العزلة” الجمالية، فإن “زاهي” عرف كيف يكتب قصيدة ملمومة لكن بعلامات مفتوحة”.
في قصيدة بعنوان “قبالة المطر” نقرأ: “لامرأةٍ قبالة المطر… على حبال صوتها أسرابُ موسيقى… في جدائلها موشّحاتُ النسيم… في قلبها أندلسُ المنفيّين… غريبة في الشارع الغريب… مروِّضة العاصفة تعانق الزمهرير… أحلامُها المُشمسة فضّة الشتاء… كيمياءُ جلدها طاقةٌ بديلةٌ وكهربةُ المسامّ… كلّما أنشدتْ توقّفَ التقنينُ… وتلألأتِ المدائنُ في الحانات الحنونة سهارى على قناديل أنفاسها… وفي بلادها البعيدة… نذورُ عودتِها ضفائرُ الرّيح”.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب