قريبا
كتاب سالينجر في حياته الحميمية – ديني ديمونبيون
من هو ج. د. سالينجر؟ كاتبٌ أسطورةٌ، أم أسطورةُ كاتبٍ؟ عاش إحدى وتسعين سنة. رافقه هاجس الكتابة على مدى ما يقرب من ثلاثة أرباع القرن. اعتكف في صومعته في قرية كورنيش في منطقة نيوهمبشاير على ما يقرب من خمسين عاماً، من أجل التفرغ للكتابة، على حد زعمه.
لم يخرج من معقله إلا لبضع سفرات اضطرارية ومحدودة. امتنع عن استقبال الناس في بيته باستثناء أفراد لا يتعدى عددهم عدد أصابع اليدين، وفي فترات محدودة جداً. رفض المساهمة في أي عمل يتطرق إلى سيرته الذاتية. على مدى عدة عقود، كان هدفاً لكل طامع في كتابة شيء عن حياته، ولم يسمح لأي فضولي بالاقتراب منه. خلال حياته كلها، كتب رواية واحدة وبضع قصص قصيرة.
نُشِر البعض منها وبقي البعض الآخر نائماً في الخزائن، أو توارى في غياهب الضَّياع. روايته الوحيدة أصبحت أسطورة في عالم الأدب الأمريكي والغربي. وكذلك ما نُشِر من قصصه القصيرة. ألَيْسَ كلُ هذا سبباً كافياً لدفع كاتب جريء مثل ديني ديمونبيون للمخاطرة والبدء في مشروع التغلغل إلى حياة سالينجر الحميمية؟ ولكن كيف السبيل إلى ذلك؟ الأبواب مغلقة بالكامل، وحتى النوافذ لا تُرى إلاّ من بعيد. الاقتراب الشخصي ممنوع. فما كان منه إلا أن شرع بتقصي كلّ شاردة وواردة في حياة الكاتب.
من الأماكن التي زارها، إلى الناس الذين صادفهم، وإلى مراجعة الأرشيف المتوفر في المدارس والكليات ودور النشر، وإلى الرسائل المتبادلة، علماً بأن البعض من هذه المرجعيات قد اختفى، والعديد العديد من الرسائل قد أتلف، عن عمد أو إهمال أو .. استمر البحث لأكثر من عشر سنوات. وكلما طال الزمن، كلما تراكمت المواد والمعطيات التي حاول الكاتب من خلالها الإجابة على العديد من التساؤلات حول هذه الشخصية الفريدة في عالم الأدب. وراحت المعلومات تصطخب وتتدافع فيما بينها لدرجة جعلت متابعتها على شيء من الصعوبة بالنسبة للقارئ العادي، وبالأخص لمن ليس لديه فكرة واضحة عن مجمل الأحداث والتداخلات.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب