كتاب سلطان الظلام – توفيق الحكيم
«إن فكرة التقدُّم العقلي المطَّرِد هي من أوهام العقل، إنها سرابُ شمسِ العقل في صحراء آمالنا الواسعة. إن الخط المستقيم لا يعرفه غيرُ العقل، أمَّا الطبيعة فلا تعرف غيرَ محيط الدائرة.»
ما الإنسان إلا مخلوقٌ تتركَّز فيه قوًى روحية وقوًى أرضية، ولقد ظلَّت القوى الأرضية — متمثِّلةً في النزعة المادية والغرائز الحيوانية — هي المسيطرة على جُلِّ تاريخه الإنساني المديد، حتى سطعَت شمسُ الفكر على يد الإغريق الذين غلَّبوا الجانبَ الروحي في الإنسان وجعلوا من العقل مُرشدًا لهم وهاديًا، لتبدأ الإنسانية في طورٍ جديد هو طور الحضارة، وتَوالت على إثر ذلك نماذجُ متعدِّدة من التألُّق الفكري، آخِرها الحضارة الأوروبية، ولكن الصناعة التي هي عماد الحضارة الأوربية صارت كنيسةَ العصر الحديث، وفتحت بكَرادِلتها الرأسماليين أبوابَها على جَهنم الغرائز الأولى؛ وهو ما دفع «توفيق الحكيم» إلى السؤال عن مصير الإنسانية التي قطعَت شوطًا ليس هيِّنًا في طريق القوى الروحية وأنوار العقل، وهو السؤال الذي يثيره في هذا الكتاب عبرَ صنوفٍ شتَّى من الأدب.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب