كتاب شاربو النجوم – إرنستو راغاتسوني
جاء في بداية تقديمِ الشَّاعر والمُترجم السُّوري أمارجي لكتاب “شارِبُو النُّجوم” للشَّاعر الإيطاليِّ إرنستو راغاتْسوني، التَّساؤل التَّالي: كيفَ للشِّعْرِ أن يُراوغَ نصَّ ذاتِه؟ أو/ كيفَ للقصيدةِ أن تكون إحبالاً لذاتِها واستنفاداً لذاتِها في الوقتِ نفسِه؟ هنا، على حدِّ زعمنا، يقول أمارجي، مكمنُ القوَّة في شِعرِ راغاتسوني: قوَّةٌ- وردةُ انفلاقٍ تتفتَّحُ وتُنذِرُ بتفتيحِ كلِّ ما يمسُّها؛ فبزرةُ الشِّعر التي تتقوَّى أصلاً بالمحلوم، لا تبلغُ الانفجارَ إلَّا عندَ انصهارِ الحلمِ بالواقع، أي عندما تصبح القصيدة نهجَ حياةٍ لا نَمِيزُ عندَه الذَّاتَ الشِّعريَّة مِن طيفِها.
هكذا الحالُ، إذن، في نصِّ راغاتسوني: ثباتُ حياةٍ برمَّتها في الصَّهارةِ الشِّعريَّة؛ ولعلَّ هذا ما حدا ببعضِهم إلى القول بأنَّ شِعرَه يُقبَضُ عليه، غالباً، مِن خارجِ النَّص، أي مِن حياةِ الشَّاعرِ البرَّانيَّة؛ وفي رأينا، لا يخلو هذا الادِّعاء من انعدامِ بصيرةٍ نقديَّة: مِن جهةِ النَّظر إلى الأمرِ كتوالُجٍ، لا كَتذاوب. ليُضيف أمارجي، أنَّ خروجَ راغاتسوني عن الامتثاليَّة، وانهمامه بالتَّجاوز، كانَ ثمنهما، تهميشٌ نقديٌّ رفعَ الشَّاعرَ إلى مدرجِ الشُّعراء الملعونين.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب