كتاب شاي وخبز – خضير فليح الزيدي
الحياة العراقية المنظورة من مكان زاويتي – على الأقل – يتقدم فيها الشاي على رمزية الخبز . خاصة إذا كان محلّى بالحكايات الكاذبة . فالشاي قيري الصبغة وعراقي الصنعة . وهوية لطقس عراقي ، به أستدلُ على معنى الأنسنة العميقة . وعلى أنه ليس شرابياً طقسياً فحسب ، إنما هو الرابط الفاعل لأواصر الأحاديث التي يعوزها الترابط في جلسات سمر البيوت ومضايف الأرياف و الأسواق . والشاي خير جليس و أنيس . وما أن تجد تجمعاً للذوات تجد الشاي حاضراً . فهو الطارد للصداع التاريخي في بلد الاحتكاكات التاريخية العظمى . وفي محاولة إحياء فايروسات الماضي الساخن . والشاي هو الماسك الكونكريتي لأطراف الحكايات الهاربة أو الخجولة أو المتعسرة . طقطقة الخاشوقة الصغيرة على جداره هو موسيقى خاصة يسلطن عليها المنتشي بالشاي وطقسه . يعمل غالباً على تبريد النفوس الساخنة – كما يُعتقد – ويميت جرثومة الشر برشفة أو رشفتين أو ثلاث، كما وقيل عنه إنه قبل الأكل مستحبٌ للترحيب وحق الضيافة . وبعد الأكل يعتبر واجباً مجتمعياً لتصريف المأكولات الدسمة وتفتيتها بيسر وسهولة . لذلك جاء العنوان ” شاي وخبز ليتقدم ببسالة على بركة الخبز.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب