كتاب صحوة المحكومين في مصر الحديثة من رعايا إلى مواطنين – محمود حسين
في هذا الكتاب يتتبع محمود حسين الخطوات المتعاقبة التي خطاها المصريون طوال القرنين الماضيين في مسيرة تحولهم من رعايا إلى مواطنين.
يقدم لنا نظرة متكاملة مبدعة، لتاريخ مصر المعاصر، لا تقتصر على المقاييس السياسية والاقتصادية المعتادة، بل تشمل الأبعاد الدينية والنفسية لسلوك الجماعات والأفراد يجدد بذلك فهمنا لثنائيات الحاكم والمحكوم التقليد والحداثة الجماعة والفرد، اللاهوتية والعلمانية، إلخ. ويركز بشكل خاص على تطور العلاقة بين المحكومين والحكّام، بتسليط الضوء على مفهوميْن جوهريّيْنأولا: مفهوم الشرعية المقدسة التي طالما تمتع بها الحاكم فى صورها المختلفة: صورة الحاكم بأمر الله، وصورة الزعيم الوطني، وصورة الأب الروحي للجماعة، فلقد شكلت تلك الشرعية، في يقين المحكومين غلالًا باطنيًّا كبَّل ضمائرهم وشل حركتهم المستقلة؛ إذ جعلهم يذعنون نفسيا لمبدأ استعبادهم.
وثانيًا: مفهوم الوعي الذاتي الذي أخذ المحكومون يكتسبونه، خطوة بخطوة وهم ينسلخون من تلك الهيمنة. وكانت الانتفاضات الرئيسية التي قام بها الشعب من حين إلى حين هي اللحظات التاريخية المتميّزة التي بزغ فيها إدراك المحكومين لذاتهم ولمصالحهم، وتأكدت فيها إرادتهم المستقلة، فبعد أن بلورت ثورة ۱۸۸۲ الضمير المصري، ثم بلورت ثورة ۱۹۱۹ الضمير الوطني الديموقراطي للمصريين، بلورت ثورة ۲۰۱۱ ضميرهم المواطني.
«محمود حسين» الاسم المستعار المشترك الذي اختاره المفكران المصريان بهجت النادي وعادل رفعت، بعد استقرارهما بفرنسا في نهاية الستينيات من القرن الماضي. وقَّعا بهذا الاسم أعمالًا مبتكرة، إبداعية، ركَّزت على إبراز قدرة الإنسان على تحمّل تبعات إرادته الحرّة. تمحورت كتبهما الرئيسية حول ملحمتيْن تاريخيّتيْن: صحوة الشعب المصري الحديثة والسيرة النبوية وفجر الإسلام. لقيت أعمالهما نجاحًا باهرًا منذ كتابهما الأول الذي أكسبهما شهرة عالمية، وقد ترجم إلى العربية بعنوان “الصراع الطبقي في مصر، من 1945 إلى 1968”.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب