كتاب صدام القيم (قراءة ما بعد تحولات الحضارية) – مسفر بن علي القحطاني
تناولت في مقالات سابقة سيناريوات التحولات الحضارية التي يشهدها العالم المعاصر، ويعيشها في حاضره، ولكن الأثر التغيري سيبلغ مداه في المستقبل القريب من خلال التحوّل نحو الجزئي (الفردانية) أو التحوّل نحو الكلي (الشبكية). ويمكن الرجوع إلى تفاصيل هذه السيناريوات في مقالاتي السابقة، وفي هذا المقال أرصد حالة فريدة من التحول الحضاري وهو في حقيقته سير نحو النهاية الوجودية، وهذا الأمر يعتبر تغيراً هائلاً في حالة المجتمع، حيث يذهب المجتمع ويعقبه غيره، بسبب الكوارث أو النهايات السُننية المدمرة، وهذا التبدل نحو الفناء هو أسوأ التغيرات التي تصيب المجتمعات، والتأريخ قد حصل فيه الكثير من تلك المآلات الزائلة، ولا يزال التاريخ أيضاً يسجل أمماً ومجتمعات فنيت وقام على انقاضها آخرون، لكن هذا قليل الوقوع في عصرنا الحاضر، إلا في حالة الحروب الحضارية التي لم تحصل لأكثر من مئة عام، ولكن قد تحدث ارهاصات ذلك الوقوع والاصطدام الذي يورث فناء الآخر في شكل قطعي في حال عاد حلم الإمبراطوريات خصوصاً الدينية منها، وهنا يمكن أن تظهر للباحث صورتان للفناء الحضاري، صورة الصدام مع حضارات أخرى، وصورة التحلل والزوال الذاتي للحضارة.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب