كتاب صناعة الإنسان (شفاء قلوب البشرية) – غايتانو فيفو وماثيو تايلر
نعيش في زمن التواصل، حيث تختفي المسافة بين الأشياء والأشخاص. يكشف المكان والزمان، وهما عنصران مهمان في الوجود، عن نفسيهما للعالم هنا والآن، فيغيران المعنى الذي نَنشده في كلّ شيء.
لا يكفُّ غايتانو فيفو أبداً عن البحث في رحلة تُقرِّبه من عوالم بعيدة أحياناً وقريبة في أحيان أُخرى، من الحكم القديمة من أجل وعي جديد. يقوده الدرب في سعيه الروحي إلى معرفة عميقة حيث تُصبح كلّ أداة وكلّ ممارسة وكلّ كلمة وكلّ تجربة وكلّ نظرية لاغية وتذوب في الواحد. في ذلك المكان الذي ليس بمكان، في ذلك الزمان الذي ليس بزمان، حيث نستطيع إدراك التناظر الكوني بين الروح والمادة، بين الكون وما هو متناه الصغر.
تتدفق طاقة كلّ الكائنات، بما في ذلك تلك التي نعتقد أنّها “جماد”، بطريقة متزامنة ودائرية، ارتباطاً وثيقاً بما نُسميه حقيقي. في شبكة التكنولوجيا الواسعة التي تربطنا ببعضنا البعض، نرى أنفسنا صغار جداً لإحداث أي تغيير أو أننا لدينا القدرة للتأثير على أشياء كثيرة. إنّ قوة الوعي هي التي تفوز على الازدواجية وتجعلنا أناساً أفضل. إنّه الفهم الذي نُسميه شفاء، وفك التعلق الذي يجعلنا أحراراً، ذاك “الانقلاب” الذي يُحوِّل كلّ لحظة من الحاضر إلى أبدية ويُحولنا إلى أدوات لإرادة أسمى، لإرادة أُخرى قادرة على الابتسام استخفافاً بأوهام الأنا المزيفة.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب