كتاب صور مؤجلة للفرجة – مصطفى البلكي
في مجتمع مغلق يحكمه الموروث، يقف الماضي بعنفوان تقاليده وسطوتها، بوصفه الحاكم الرئيسي الذي دانت له السيطرة علي مصاير البشر، ومن ثم لم تستطع شخصيات المجموعة أن تراوح قيودها التي,وبرغم قسوة التقاليد علي الشخصيات نجد أن العلاقة شديدة الخصوصية بين الأبطال ومفردات بيئتهم ، وأشيائهم البسيطة التي قد يراها الغريب عن بيئة الصعيد والبيئة الريفية عموما غير ذي بال، فقد يرتبط الإنسان بعصاه، والجد بقطعة خيش قديم، والقلام بنخلته الأثيرة، والأرمل بمرآتها، وغير ذلك من العلائق التي تخرج عن مجرد الامتلاك أو الاعتياد إلي أفق أرحب يكشف عن معاناة الشخصيات وانكساراتها تحت وخز التقاليد أو انسحاقها تحت عجلات الزمن.
في قصة الصندوق يتحلق الأبناء حول الجد، ويمثل الصندوق رمز الماضي الغابر بما يحويه بؤرة تتمركز من حولها أحداث القصة وتطلعات الأبناء، لفض سر الصندوق الذي يذكرنا بصناديق ألف ليلة وليلة، وأشواق الجد المحتضر لما تسرب من بين يديه من أنفاس الماضي وعبق روائحه، حيث يفتحه سرا- مرة كل شهر، لذا جاءت النهاية منطقية، فلم يحو الصندوق سوي قطعة خيش ،أخرجها الحفيد ليتشممها بعد أن شخر جده الشخرة الأخيرة.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب