كتاب عارنا في الجزائر – جان بول سارتر
إن الإستعمار لم يكن محض مصادفة ، ولم يكن وليد آلاف المشروعات الفردية ، وإنما هو نظام أقيم حوالى منتصف القرن التاسع عشر ، وبدأ يؤتى أكله حوالى عام 1880 ، ودخل في طور التصدع والإنهيار في أعقاب الحرب العالمية الأولى وهو اليوم يرتد بالوبال على المستعمرين . هذا هو ما يتعلق بالجزائر ، التى مع الأسف العميق أبلغ مثال وأبرزة للنظام الإستعمارى ، وهذا ما يتعلق بقسوة هذا النظام الذى لابد أن ينتهى إلى هذه النهاية المفجعة . وكيف أن أخلص النيات إذا ولدت وترعرعت في داخل هذه الدوائر الجهنمية استحالت إلى فساد مجسم ، فليس هناك مستعمرون صالحون وآخرون طالحون ؟ بل هناك مستعمر فحسب وهذا يبين لنا لما كان الجزائريون على حق في هجومهم على بناء هذا النظام الاقتصادى والاجتماعى والسياسى ، وكيف أن تحريرهم بل تحرير فرنسا ذاتها لن يتحقق إلا إذا قضى على الاستعمار قضاء مبرماً.
جان بول شارل ايمارد سارتر (21 يونيو 1905 باريس – 15 أبريل 1980 باريس) هو فيلسوف وروائي وكاتب مسرحي كاتب سيناريو وناقد أدبي وناشط سياسي فرنسي. بدأ حياته العملية أستاذاً. درس الفلسفة في ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية. حين احتلت ألمانيا النازية فرنسا، إنخرط سارتر في صفوف المقاومة الفرنسية السرية. عرف سارتر واشتهر لكونه كاتب غزير الإنتاج، ولأعماله الأدبية وفلسفته المسماة بالوجودية، ويأتي في المقام الثاني التحاقه السياسي باليسار المتطرف.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب