كتاب عصر الثورة (أوروبا 1789 – 1848) – إريك هوبزباوم
يمضي بنا هذا الكتاب ليضعنا على أعتاب النصف الثاني من القرن التاسع عشر، عندما كان هدير الموجة الثانية من الثورات يتصاعد من أعمق أعماق الأرض في الممالك الأوروبية كافة، توطئة للانفجار العظيم عام 1848.
وعصر الثورة، شأنه شأن عصر رأس المال وعصر الإمبراطورية، له جدارته وأهميته، كما أن له قيمة معرفية لا حدود لها. بيد أن له لدى القارئ والباحث والدارس العربي قيمة متميزة، لسببين على الأقل.
يتجلى الأول في حرص المؤلف على استعراض الآثار والتداعيات التي انداحت على بقاع العالم الأخرى، وبخاصة على المنطقتين العربية والإسلامية، جراء الثورة الفرنسية، والثورة الصناعية، وحملات نابليون، والتوسع الاستعماري الأوروبي، وبدايات التفاعل الثقافي والعلمي والسياسي الحديث بين العرب وأوروبا.
أما السبب الثاني، فهو ما يؤكد عليه هوبزباوم في المقدمة التي وضعها خصيصاً لهذه الترجمة العربية لكتاب عصر الثورة وللسفرين الآخرين اللذين سيصدران بالعربية تباعاً في هذه السلسلة, فمنذ القرن السابع للميلاد، وعلى مدى ألف عام، كان “الغزاة” يداهمون أوروبا من الشرق لا من الغرب. وعلى الرغم من أن التبادل التجاري كان موصولاً بين الطرفين، إلا أن التحولات المثيرة في أوروبا منذ اندلاع الثورتين الفرنسية والصناعية قد عكست اتجاه الغزو. فمع توسع الأوروبيين الاقتصادي والعسكري، تصاعدت في أرجاء العالم الإسلامي دعوات تذكي روح المقاومة للغزو الأجنبي، وتحض على الإصلاح الداخلي والتحديث في آن معاً، وذلك ما سيتطرق له هوبزباوم بمزيد من التفصيل في كتابيه الآخرين: عصر رأس المال وعصر الإمبراطورية.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب