كتاب على وتيرة النوارس – خوان غويتسولو
بسرعة،وكالومض،فلتقبض الآن على الظل الهارب للزمن ولتمسك برغائبك من أذيالها، ولتستعد،بالتفاصيل،أجمل الذكريات،ولتخزن صور الحسد،والوجوه،والأعضاء الفاتنة، البرهان السعيدة ،والأحلام المحققة،وتذكر الامتلاء السعيد لأبياتك الشعرية وقراءتها اللاهبة بصوت جهوري،من دون أن تنسى ابتسامة ووجوه من ألهموك ،ونوتات البيانو العذبة التي عزفت من أجلك،وعذابات العاشق ومتعه التي ذقت،تعجل ،لم يعد لديك من وقت،فالساعة على منضدتك تسكب آخر حباتها الرملية،والرهبان والمحققون والرقباء والممرضان والأطباء يبدون منهمكين من حول سريرك بأقنعة وقفازات واقعة،لقد كان كل شيء وجيزا، مكثفا، شائقا،غامضا كمثل حلم ، الطفولة الدرس الموهبة الكتابة الجذل الاشراقي ،الكل حلم، الملاحقات الحبس العقوبات المخطوطات المحروقة،محض حلم،زنزانة الدير الجولة في الأقفال عزلة العشق المجروح في الرياض ،أحلام أيضا، أفق الآن من حلمك، توغل عميقا في ما ينطوي عليه،في دوائر المادة الهلامية التي تطوقه وبه نحيط ،لقد كانت حياتك عنيفة، شلالات النور التي تغرقك أهي ثمرة البنج ،أم مخدر جديد وأقوى الحارسون عليك في أعراقك؟أم أنك بلغت أخيرا “سدرة المنتهى” وحولها ،الأنهار،المترعة بالسكينة ؟أنشد،ومن جديد انشد الأبيات التي ترجمها لك “بن سعدة” العشق قائم الوصال دائم،فالوحدة تتبدد والصبر ينفد، إن تعذر تلاقيك ،فلتعد عاشقك ومناجيك،عد وان لم تف فالأماني تكفي ، وعد حبيب مماطل لهو أطيب لدي من وصال محب أمامي ماثل.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب