كتاب عن الدين (خطابات لمحتقريه من المثقفين) – فريدريك شلايرماخر
يتناول شلايرماخر ، في كتابه هذا، الفجوة التي رآها تنشأ بين النخبة الثقافية اللادينية والمجتمع العمومي المتدين.
وكان شلايرماخر (1768 – 1834) يكتب في الوقت الذي وصل فيه عصر التنوير إلى ذروة اكتماله، وهو ما تصادف مع الانتقال الكبير الأول إلى زمن الحداثة، و انتهاء حقبة نهاية العصور الوسطى، وتملك النقاشات الحادة لعقول المفكرين والمثقفين في الغرب، حيث اجتاح الازدهار النقد التقويضي للأدلة الفلسفية على وجود الله، على يد هيوم وكانط وغيرهما من فلاسفة تلك المرحلة، إضافة إلى النقد القاسي للكتاب المقدس بعد وضوح تعارض بعض ما جاء فيه مع الاكتشافات والنظريات العلمية الحديثة، وظهرت آراء لمفكرين ترى أن منشأ الحاجة البشرية للدين عوامل معروفة بوسع الإنسان التغلب عليها، وبالتالي الاستغناء عن الدين .
في هذا الفضاء الفكري والروحي قدم شلايرماخر رؤيته للدين، وهو الخبير بالفهم الذي كان أول من فتح الطريق لتدشين مسار جديد للهرمينيوطيقا بوصفها “فهماً للفهم”.
في عام 1799 أصدر شلايرماخر هذا الكتاب، الذي ترسم فيه نهجاً خاصاً تتناغم فيها رؤية شاعرية للدين ببيانات مكثفة صاغها بأسلوبه المتدفق الغزير، وصنفها في خمسة خطابات تتناول خمسة موضوعات، تكلم فيها بلغة تجمع بين الذوق والكشف والتأمل. لغة نحضر فيها صورة الذات وتتجلى بصيرتها الروحية أكثر من أي شيء آخر.
وعلى الرغم من الشهرة المدوية لهذا الكاتب في الغرب، وإلى حد ما في الشرق، فإن أحد لم يقدم على ترجمة نصوصه، ربما لصعوبة ترجمتها وتعقيدها، إن بلغتها الأصلية أو باللغات الأخرى التي ترجمت تلك النصوص إليها.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب