كتاب عواطف السماء – عبد الله الزهراني
هاهنا مائة نبضةٍ ونبضة، منسوجةٍ في خفقات قلبٍ متوالية، تمضي بالأرواح معها في رحلةٍ روحيةٍ إلى السماء. وكثيراً ما تمر بنا الآثار النبوية في أحكامها، وفي حِكمها، لكنما أردنا هنا أن نطرق منها باباً في عواطفها، لنرتقي بها سلماً من مشاعر زكية نقية، على كل درجةٍ من درجاته تهطل أطهر أحاسيس الوجدان، ولتصفو النفوس وترق بها ومعها.
على غير مثال، ومن دون ترتيبٍ ولا منوال، بذرناها مفرقةً لتتوزع في الأعماق أشتاتًا، كما سطرناها في الصفحات مبعثرةً لتتمثل في منتهاها نسيجاً واحداً، هي إن تحدثت عن الوالدين مرة، وعن الأطفال أخرى، وعن الجبال ثالثة، وعن الغيث رابعة، وغير ذلك مما تجدونه بين صفحاته؛ لكنما تكتمل بجمعها لتكون باقةً واحدةً من عواطف السماء، تختلف ورودها ولا يختلف شذاها، ورجاؤنا أن يكون في التنويع مزيد جمالها.
وفي عمر البشرية ومسيرتها ما أكثر مواقف العواطف، لكنما وقفنا بالقلم على أجلّها وأجلاها، وكتبنا عما لا نعلم له نظيراً في الأيام وبين الأنام، تلك النبضات التي اتصلت بالنبوة، وامتدت سامقةً بامتداد الوحي من الأرض إلى السماء، لتبقى على مر السنين شجرةً يانعةً يستظل بظلها كل لبيب وأريب، ويفيء إليها كل أديب. وما دامت حروفٌ ترحل من الأرض إلى السماء، فكن على يقينٍ أنها عقلٌ وإن جاءت بكلمات العاطفة، وأن الفكر سيمازجها وإن أثارت من القارئ مدامعه.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب