كتاب غرفة 304 (كيف اختبأت من أبي العزيز 35 عاماً) – عمرو عزت
كانت هالة صديقتي وفقدتها على أبواب عالم الكبار لأننا لم نحسن إخفاء بعض الأشياء عن الآخرين، وظلت «الفتاة الكبيرة» صديقتي، لأنها أتقنت إخفاء ما بيننا، كفتاة كبيرة تعرف جيدًّا رموز عالم الكبار، ما يمكن كشفه وما يجب إخفاؤە.
وأنا أيضًّا، كلما كبرت تعلمت أن أخفي أصدقائي «المقلقين» عن أبي وأمي، وأن أخفي أنا وأصدقائي عن الآخرين أشياء كثيرة.
عندما أخذني أبي إلى الغرفة وأغلق الباب، وقرر أنه قد حان الوقت لنتكلم وحدنا، لنخفي بعض الأشياء ما بيننا عن الآخرين، لنكن أصدقاء، لم يكن يعلم أني أخفيت عنه أنني قرأت في ذلك الكتاب، الذي أخفاە عنا في الأرفف العالية، أن على الآباء أن يكونوا أصدقاء لأولادهم، لكي يعرفوا ما يخفي الأولاد ما بينهم وبين أصدقائهم.
يخفي الكبار مؤامراتهم ليشكلوا بها الأبناء، ويخفي الأبناء مؤامراتهم ليكونوا أبناء تلك المؤامرات الأخرى.
الأصدقاء آباء جدد، الآباء أصدقاء قدامى.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب