كتاب غسق الأفكار – إميل سيوران
لقد التهمنا بالفعل مكتبات بكل محتوياتها، لكننا لم نعثر إلا على ثلاثة كُتَّاب أو أربعة يستحقّون أن نقرأهم ونعيد قراءتهم. والاستثناءات من هذا النّوع تخص جهلة عباقرة نُعْجَب بهم، وعند الحاجة، نتعلم منهم، غير أنّهم بالأساس لا يقولون أي شيء. أريد أن أكون قادرا على التّدخل في تاريخ الذّهن البشري بفظاظة جزَّار مصحوب بكلّ تلطف الدّيوجينية.
فإلى متى سنترك أنفسنا مُداسين بأقدام مبدعين شتّى لا يعلمون أيّ شيء، هم أطفال رهيبون، وملهَمون، فاقدون لإدراك معنى السعادة والشّقاء؟ لا يمكن أن نستحسن عبقريًّا لم يدرك جذور الحياة، مهما كان تعدّد تعبيراته، إلّا في لحظات اللامبالاة.
من المرعب التفكير في أنّ الذين عرفوا شيئا مّا قلّة قليلة جدًّا، وأنّ عدد حالات الوجود المتكامل تزداد انحسارا. ولكن، ما المقصود بوجود متكامل، وما معنى المعرفة؟ لا مراء في أنّ المقصود هو الاحتفاظ بظمإٍ للحياة عند ساعات الغَسَق.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب