قريبا
كتاب فاخلع نعليك – ندين بنت مصطفى السليمي
اخلع نعليك لأن مسارك سيتحول إلى الصعود بالهدى بعد الهبوط.. اخلع نعليك لأنها أثّرتْ على حركتك في السلم الحضاري.. اخلع كل الأفكار التي شككتْ في مفاهيم القرآن الحضارية لتكون مُنافسة بل ومتفوقة على غيرها من المفاهيم التي حققتْ حضارات تلبّسْتَها في قدميك وقررتَ أن تسير بها لتلحق ركب الحضارة.. اخلع نعليك لأنك لبستَ زوجاً من النعال بمقاسات زمن مضى.. وصرت لا تسعى بنفسك لتصنع آثارك بل تصنع الآثار نفسها التي كانت في الماضي.. اخلع نعليك لأنك ظننتَ أن دورك الشخصي تجاه الهُدى محدود جداً.. اخلع نعليك واصنع طريقتك حتى يحدث لك مسيرٌ في الأرض نحو صبح قريب.. قلبك يجب أن يتفاعل مع البركة القرآنية الآن وحالاً لأنك في وادي القرآن المقدس.. اخلع نعليك حتى يحصل التناغم بين قيم القرآن وفطرتك.. حتى يحصل العهد من جديد وتتفادى الهبوط!لقد جئتَ على قدرٍ إلى الأرض.. إنه اختيارك الآن.. فإما أن تستمع لما يوحى.. أو تنسى!
لعل هذا المقتبس من كتاب (فَاخلَع نعليكَ) للكاتبة ندين مصطفى السليمي هو إيعاز بضرورة قراءة النص (القرآني) قراءة معمقة، فالفهم الصحيح للنص، هو المطلوب، من هنا تبدو الحاجة الدائمة إلى الشرح والتفسير أو التأويل والتحليل والتفكيك، وهو ما تحملت عناءه الكاتبة سعياً للوصول إلى الحقيقة داخل النص القرآني بما تحمله من فيضٍ للمعاني، والنزول بها إلى أرض الواقع الدنيوي، والغاية النهائية إعادة بناء الحياة الدينية على أسس وقواعد جديدة.تقول الكاتبة في ثنايا عملها:
“… التفاسير السابقة لا تعطينا جميع معاني كتاب الله تعإلى الذي لا تنفذ كلماته، هناك الكثير من الآيات التي لم يُفصل في معانيها بطريقة قطعية أو بإجماع جميع المفسرين في كل العصور، هناك آيات محكمات وأخر متشابهات ولا يوجد إجماع على ماهية كل نوع أو عدد آياته، لا يمكن أن نجعل القرآن جامداً انتهت معانيه عند الذي نقرؤه في كتب التفاسير، القرآن هو كتاب كل من آمن به وتفاعل مع قيمه في الواقع، وأمام كل منا مهمة تجاه كتابة لا تنحصر في القراءة للثواب أو الروحانية فقط أو العيش وفق تفاسير زمن آخر لأننا اعتقدنا أن المفسرين قد تكفلوا باستخراج كل المعاني، الآية واضحة في حوار الله مع موسى في الوادي المقدس … لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى * فَلاَ يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لاَ يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى [طه: 15-16]، التعامل مع كتاب الله يجب أن ينتقل من مرحلة تقديس التفاسير والخوف من فقدان التراث وانسلاخ الهوية إلى مرحلة الاجتهاد من جديد والنقد العلمي ومعرفة الظروف التاريخية لكل مفسر والتي جعلته يفسر القرآن وفق المعطيات المتاحة له والتي سعى في طلبها ليحصل له الفهم”. وبهذا المعنى يُمارس فكر ندين مصطفى السليمي حريته، ويجترح قدرته، ويمارس فاعليته وحتى حضوره، فينشأ علاقة ذهنية مع القارئ بما يقدمه من حقائق ووقائع لافتة غنية بمفاهيمها وأدواتها ومنطلقاتها الأيديولوجية بحثاً عن فهم أفضل للنص.يضم الكتاب سبعة عناوين هي: 1- العودة، 2- إني آنستُ ناراً، 3- طريقتكم المثلى، 4- عقدة من لساني، 5- السير في الأرض، 6- خذ الكتاب بقوة، 7- نجمٌ لا يأفل.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب