كتاب فلسفة الأنوار – ف. فولغين
*لا تزال الثورة الفرنسية 1789بوصفها الحدث الأبرز في مجريات القرن الثامن عشر، تثير المزيد من الأسئلة وتستثير العدد المتزايد من محاولات الفهم والتفسير. الأغلبية من دارسي هذه الظاهرة، دون مبالغة، تقرّ أن العالم بعد الثورة الفرنسية يختلف عن ما قبلها. نقطة التحول هذه لم تكن حدثا نتج عن المجهول بل هي تأتي في سياق الحراك الثقافي والاقتصادي والسياسي والاجتماعي في ذلك الوقت وهذا هو المبدأ العلمي المستحدث الذي ينشد دراسة الظواهر ضمن سياقاتها الطبيعية وحكرا على مجمل الظروف والتطورات والأحداث السابقة واللاحقة لها دون التورط في “الالتزام”بإجابات جاهزة، مضمرة أم ظاهرة ذات مبنى ميتافيزيقي يعطل أدوات البحث العلمي الحديثة.
ضمن الدراسات التي أصبحت في متناول القارئ العربي الآن كتابان مهمان الأول هو كتابنا اليوم “فلسفة الأنوار “ل ف . فولغين أما الثاني فهو كتاب “عصر الثورة : أوربا ( – 18481789)”للمؤرخ الإنجليزي المهم إريك هوبزباوم .صاحب ثلاثية : “عصر الثورة : أوربا ( – 18481789) و”عصر رأس المال : – 18751848″و”عصر الإمبراطورية : – 19141875” هذه الثلاثية أصبحت رباعية بإصداره لكتاب”عصر التطرف : القرن العشرون القصير 1914-1991). ميزة هذين الكتابين أن الأول “فلسفة الأنوار”يسير في الطريق الذي أوصل إلى الثورة الفرنسية ثم يقف عندها أما الثاني فينطلق من لحظة الثورة إلى ستين سنة تلتها. وهذا ما يعطي نظرة أكثر اتساعا وشمولا لإرهاصات الثورة كما لتفاعلاتها ونتائجها. هذا مع أخذنا بالاعتبار والحيطة كوننا أمام قراءتين لا قراءة واحدة، أمام منهجين وتصورين صحيح أن كلا المؤلفين ماركسيا المنهج إلا أن اشتغال هذا المنهج المتعدد أصلا يأخذ مسارات مختلفة ستحاول هذه القراءة تقصيها وتتبعها.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب