كتاب في البدء – أنطوان شوفاني
ليسَ مِن مُقدِّمَةٍ تُتَوِّجُ هذا الكتَابَ،
لأنِّي لا أُحِبُّ المُقدِّماتِ. الكِتَابَةُ، في نَظَرِي، مُجَرَّدُ سوءِ تَفَاهُمِ بينَ مَنْ كَتَبَ ومَنْ سوف يَقرَأُ.
الكاتِبُ نَفْسُهُ أعجَزُ عَنِ فَهمِ ما يَكتُبُ، وما يَطفو من أعمَاقِهِ على وَجهِ لاوَعيِهِ، خاصَّةً في عالَمِ الشِّعرِ والوجدانِيَّاتِ والجماليَّات .
والقارئُ هنا يَفهَمُ النَصَّ انطِلاقًا من واقِعِهِ النَّفسيِّ والفِكريِّ وتَجرِبَتهِ الثَقَافِيَّة. حينَها يُصبِحُ الكِتَابُ كُتُبًا، عَملًا بِمَفهُومِ التَّناصِ، ولِكلِّ قارِئٍ نَسختُهُ الشَّخصِيَّة .
وفي ما يُعودُ لي أنا شخصيًّا، أُسارِعُ إلى القَولِ إنِّي لم أستَسغْ يَومًا نَشرَ ما أكتُبُ، لكنِّي وَقعتُ تحتَ رَغبَةِ بعضِ الأصدقاءِ، وتَشجيعِهِم المُتَمَادي، مُتمَنِّيًا ألَّا أُقدِمَ على ذلكَ، عَسايَ لا أقعُ في التَّجرِبَةِ ثَانِيًا .
لا مُقدِّمةَ إذَا، لهَذَا الكِتَابِ، ولا شَرحَ .
أرَدتُهُ عَارِيًا إِلَّا من ذاتِهِ، تَمامًا كما وُلدَتْ جَميعُ الأشيَاءِ.. في البَدءِ.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب