كتاب في تاريخ نشأة التحليل النفسي (ملفات فرويد الموثقة) – ميكل بورش وجاكوبسون وسونو شمدزاني
وإذًا، فإن اليقين الحقيقي هو أن وحدة التحليل النفسي كان يمدها الولاء المؤسساتي للأسطورة الفرويدية، على معنى الإخلاص للمفهوم الذي كان معناه أن ابتكار فرويد للتحليل النفسي قد شكل حدثاً غير مسبوق أحدث به ثورة في الفهم الإنساني، وعلى ذلك، فإن التحليل النفسي احتفظ بذاته إلى الحد الذي أبقت عليه الأسطورة، إذ بدون هذه الأسطورة، فإن هويته العلمية، واختلافه الجذري عن سائر أشكال الطب النفسي كانت سوف تتهاوى، وهذا بالضبط هو ما نشهد عليه في يومنا هذا ونشاهده، ذلك أن الأسطورة جعلت تفقد قيمتها وتماسكها، وتتنسل خيوطها من جميع جوانبها، وبالرغم من تباطؤ ضروب التكتيك والأساليب الملتوية، فإن المواد الأولية قد دخلت إلى المجال العمومي.
وقد جعل اللغز يعاد بناؤه شيئاً فشيئاً، مشكلاً صوراً ولوحات مختلفة، زخرفتها ضروب الرقابة وكاتبوا السير الذاتية، وأصحاب الروايات، إلا أن هذا لا يعني أنه حصل إجماع بين المؤرخين، وإنما يعني فقط أنه تحب ملاحظة أن الآثار المجمعة لعملهم، سوف تفكك وحدة الصخرة الأسطورية، والمدافعون اليوم عن الأسطورة يحتجون بقوة على ذلك، وفي الوقت نفسه، يفزعون إلى الأساليب القديمة التي استخدمت كثيراً في الصراعات الفرويدية الأولى.
وإذن فإنه توجد خطوة قريبة في البحث هي الانقضاض على فرويد وقتله كما يفعل البعض، أو استئناف حرب أخرى على فرويد، قد يكون من المحتمل فيه أن تضيف شيئاً إلى الحروب الأخرى.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب