كتاب في صحبة الكتب – علي حسين
أنا قارئ أنتمي إلى تلك الفئة من الناس الذين يقرأون في أي مكان وزمان , أحمل الكتاب معي أينما أذهب , ويعرف أصدقائي أنني شخص موثوق عندما يحتاجون إلى ترشيح لكتاب يقرأونه , أو عندما لا يمكنهم تذكر من هو مؤلف الكتاب الفلاني وكم طبعة صدرت له , إن حياتي العملية شديدة التداخل مع محبتي للقراءة لدرجة أنني لا أستطيع الفصل بين الاثنتين , وشخصيتي هي نتاج الجمع بين كل شخصيات الكتب التي أحببتها ,أصبحت جزءا من ذاكرتي , فأنا لم أذهب إلى بطرسبورغ , لكنني أحفظ أبرز معالمها التي أخذني فيها ديستويفسكي وتولستوي ذات يوم , ولم أشاهد ماذا حدث لباريس أثناء الحرب العالمية الثانية , فتطوع همنغواي يخبرني بكل التفاصيل , ولم أزر براغ , إلا أن ميلان كونديرا قدم لي وصفا ممتعا لما يدور في شوارعها , وأصبحت أعرف من خلال خبرتي في الكتب , أن القراء يعيشون أكثر من حياة .
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب