كتاب في عالم الأشباح الجائعة – جابور ماتيه
الإدمـان بكل أنواعه سواء إدمـان المـخدرات أو الإدمـان السلوكي مثل المـقامرة، والأكل -أو إدمـان أي شيء آخر في الحقيقة- متجذر في الألـم الناجم في كثير من الحالات عن معاناة في الطـفولة، يكون غير متوقع من العديد من هؤلاء الآباء والأمهات الذين فقـدوا أبناءهم بسبب الإدمـان أن يعبروا عن تقديرهم لأبنائهم أو تفهُّمهم لهم، بل تجد أنهم غالبًا ما يشعرون بالألـم أو الغـضب أو يشعرون أن اللوم دائمًا مُلقى عليهم.
في عالم الأشباح الجائعة لا يهدف إلى إلقاء اللوم على أي أحد بل يهدف إلى احتضان الإنسانية المعذبة، يهدف إلى إظهار أن الإدمـان هو أحد مظاهر العذاب الإنساني الأكثر شيوعًا. ليس هناك أي اتهـام، فقط إقرار لحقيقة أن المعاناة تورث عبر الأجيال، وأننا نمررها عن غير قصد حتى نفهمها ونكسر تسلسل انتقالها داخل كل أسرة أو جماعة بشرية أو مجتمع. لوم الوالدين ليس فعلًا طيبًا عاطفيًّا ولا صحيحًا علميًّا. يبذل جميع الآباء قصارى جهدهم، لكن أفضل ما لدينا مُقيد بصدماتنا التي لم تُحَل أو ما ترسَّبَ منها دون وعي.
هذا هو ما نورثه لأطفالنا عن غير قصد، كما فعلت أنا. الجانب المشرق في هذا الكتاب، كما هو الحال في العديد من المصادر الأخرى، هو أن تلك الصـدمة وهذا التفكك الأسري يمكن معالجتهما. إذا توفرت الظروف المناسبة، نعلم الآن أن المخ يستطيع أن يعالج نفسه.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب