كتاب في مديح الحماقة – ديسيدريوس إراسموس
أراسموس ( 1469- 1536) شخصية مهمة جدا في تاريخ التنوير الأوروبي، صحيح أنه ينتمي إلى عصر النهضة إلا أنه أصبح نموذجا ومثالا للكثير من التنويريين في القرون السابع والثامن عشر. من المعلوم أن عصر النهضة هو أول خطوة للخروج من عصور الظلام الأوروبية. العصور التي سيطرت فيها الكنيسة على كل مناحي الحياة وكل أشكال التعبير والرؤية. ولذا فقد فرضت رتمها ونسقها على الحركة الفكرية والفنية والجمالية في أوروبا كلها. إلا أن عصر النهضة جاء كخروج على هذا كله. صحيح أنه لم يصل في خروجه هذا إلى مستوى الجذور والأعماق كما جرى في التنوير الأوروبي إلا أنه بدأ الحركة من خلال استعادته لأفق مختلف عن السائد، أفق الأدب والفنون والفلسفة الإغريقية التي كانت تعامل في ذلك الوقت على أنها آداب وثنية يحرم تداولها”.
كتب أراسموس هذا الكتاب على لسان الحماقة أو الجنون فهي التي تتحدث وتوجه الخطاب للجميع بلغة ساخرة، وفيه شنّ أراسموس هجمته الكبرى على الباباوات، ومن المهم هنا التذكير أن أراسموس لم يخرج عن الدين أو ينتقده بل بقي متدينا حتى النهاية ولكنه صبّ جام غضبه على كل من تلاعبوا بالدين وحين يصل الأمر إلى السخرية بالبابا فهذا يعني أن النقد قد شمل الكل، البابا يرفع سيفه باسم المسيح فيما جاء المسيح لزرع السلام بين الناس، هذه المفارقة تخفي تحتها حقيقة وسبب هذه الحروب التي تشن باسم الدين على طول التاريخ إنها تستجيب لرغبات المنتفعين في البلاد دائما رجال الدين ورجال السياسة.
يذكر أراسموس في الكتاب أنه حضر إحدى المناقشات بين رجال الدين المسيحيين وكان أحدهم يسأل عن الدليل من الإنجيل على أن الهرطيق يجب أن يحرق بالنار بدلا من أن يتم إقناعه، فقام أحد رجال الدين الكبار وقال إن هذه سنة سنّها بولس الرسول حين قال “فلتزجر الهرطيق بضع مرّات، ثم فلتطرحه عنك” وفسّر رجل الدين قوله فتطرحه عنك أي فلتلقي به في الآخرة أي أن تنهي حياته.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب