كتاب قصة الأندلس – أشرف الخمايسي
محاسنُ الأندلس لا تُستوفَى بعبارة، ومجاري فضلها لا يُشقّ غباره، وأنَّى تُجارَى وهي الحائزة قصب السَّبق، في أقطار الغرب والشَّرق.
قال ابن سعيد: إنَّما سُمِّيت الأندلس بأندلس بن طوبال بن يافث بن نوح، لأنَّه نزلها، كما أنَّ أخاه سبت بن يافث نزل العُدوة المقابلة لها، وإليه تنسب سبتة. وأهل الأندلس يحافظون على قوام اللسان العَربيّ، لأنَّهم إمَّا عرب أو مُتعرِّبون.
وقال الوزير لسان الدِّين بن الخطيب: خَصَّ الله تعالى بلاد الأندلس من الرَّيع وغَدَق السُّقيا، ولذاذة الأقوات، وفراهة الحيوان، ودرور الفواكه، وكثرة المياه، وتبَحُّر العمران، وجودة اللباس، وشرف الآنية، وكثرة السِّلاح، وصِحَّة الهواء، وابيضاض ألوان الإنسان، ونبل الأذهان، وقبول الصَّنائع، وشهامة الطِّباع، ونفوذ الإدراك، وإحكام التَّمدُّن والاعتمار، بما حُرِمه الكثير من الأقطار مِمَّا سواها.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب