كتاب قصة عقل – زكي نجيب محمود
«العَقلُ الذي نُؤرِّخُ لَه في هذِهِ الصَّفَحات، ونُحاوِلُ التَّرجَمةَ لمَراحِلِ تَطوُّرِه … لَيسَ هوَ العَقلَ بمَعْناه العام … بَل هُوَ العَقلُ بمَعْناهُ المَنطِقيِّ المَحدُودِ فِيما يُسمَّى بالأَفْكار.»
التَّأْريخُ للعَقلِ عَملٌ شَاق، وتَتبُّعُ تَطوُّرِ الفِكْرِ والقَرِيحةِ يَصعُبُ كُلَّما اقْتَربَ مِنَ الذَّات؛ فلَيسَ بالأَمرِ السَّهلِ تَتبُّعُ تِلكَ الفِكْرةِ التي أَشْعَلتْ نارَ الوَجْدِ والحَذْق، وتِلكَ الساعةِ التي استَحالَتِ الفِكْرةُ فِيها إلى إِبْداعٍ وإِنْتاج، أعْمَلَتْ فِيهِما العُقولُ النَّظرَ وتمعَّنَتْ سَنَواتٍ وسَنَوات؛ تِلكُم إذَنْ قِصةٌ تَستحِقُّ الكِتابة. يَحكِي لَنا الدكتور زكي نجيب محمود في كِتابِهِ هَذا قِصةَ عَقلِه، ورِحلةَ أَفْكارِه مِنَ الصِّغرِ وحتَّى نُضْجِها ووُصولِها للاسْتِقرار، مُتَّبِعًا تَسَلسُلًا تارِيخيًّا، معَ إبْرازِ أَهمِّ تِلكَ الأَفْكارِ التي صَنعَتْ عَقلَه عَلى حالِهِ وَقتَ التَّأْريخِ لَه، فهوَ تارِيخٌ لتِلكَ الأَفْكارِ التي كَوَّنتْ ذلِكَ الإنْسانِ، وصَنعَتْ لَه مَوْقفًا مِنَ الكَونِ والحَياةِ ومِن نفْسِه.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب