كتاب قفزة أخيرة لسمكة ميتة – كمال أبو النور
حتى وجهي حينما أنظرُ في المرآةِ
أتعرَّفُ عليهِ كعابرِ سبيلٍ
ثمةَ وجوهٌ مستعارةٌ
لا حصرَ لها تتوالدُ منهُ
فى المنزلِ تتفكَّكُ أعضائي وتختفي
وحدَها الرحمةُ تجبرُها على التماسكِ
عندما تسقطُ دمعهٌ مفاجأةٌ من غيمةٍ
تخمشُ قلبي بدفء
الدفءُ الذي قضيتُ عمري
أبحثُ عنهُ فى ظلِّ عائلةٍ
تخطِّطُ لقتلِ أبنائِها واحدًا تِلْوَ الآخرِ فى حضنِ امرأةٍ أغادرُها بعد قبلةٍ واحدةٍ
لأنَّ امرأةً أخرى تنتظرُني فى نفس الموعدِ
فى قائمةِ الأصدقاءِ الذين عفَّروا صباحي وغادروا
ليسوا أصدقائي كانوا باعةً جائلين
اشتريْتُ منهم بضعَ ضحكاتٍ
كنْتُ أظنُّ بأنها دافئةٌ
أنا قطةٌ مسالمةٌ
لا تموءُ حتى لو كانتْ جائعةً أو ظمآنةً
وذئبٌ يعقُرُ جسدَه ويبكي
حين تسيلُ الدماءُ من عينيهِ بغزارةٍ
ثُمَّ ينامُ وهو يضحكُ بشكلٍ هيستيريٍّ
مُحتضنًا جروحَهُ التي لا تلتئمُ مطلقًا.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب