كتاب قواعد الجنون الأربعون في الفلسفة وعلم النفس المعرفي – مهند سنبل
الكتاب موجه لمساعدة مرضى فصام الشخصية, والفصام ليس كما هو الشائع في الأفلام مرض تعدد الشخصيات بل هو الفصام عن الواقع أي الأوهام المسيطرة. وحل مشكلة الأوهام لا يكون بتناول الأدوية فهذه مجرد مسكنات بل
يكون من الجذور بنقاش هذه الأوهام ومصارحتها وتخفيفها بمعرفة أنك لست الوحيد الذي يملك ذاك الوهم أو ذاك.
ماذا يفيد الدواء في من يعتقد بأن الله غاضبُ متكبرُ شرير يحرم الموسيقى ويعذبنا للأبد بماء مغلي يصب في الآذان, ماذا يفيد الدواء فيمن يعتقد بالمهدي المنتظر أو السوبرمان المنقذ الذي سيوحد كل الناس جميعاً تحت رايته, ماذا يفعل الدواء لمن يعتقد أن الغاية تبرر الوسيلة أو من ينظر للعالم بنظارة سوداء, ما يفعل الدواء لشخص تعرض للتحرش طفلاً ويعاني من العديد من الصدمات, وهل يصمد ضعف الدواء أمام إغراء روعة المخدرات, ما يفعل الدواء لشخص يعمل لعشر ساعات يومياً ومشاغل ولا يرتاح ليجلس مع نفسه ويتأمل ولو للحظة وفوق ذلك لا يحظى إلا بديون وبالفتات, وهل يصلح العطار ما أفسده الدهر؟ ما يفعل الدواء لفتاه أبوها مختل يعذبها ويحبسها ويلقى بأفكاره المريضة عليها منذ نعومة أظافرها. الدواء ليس إلا مسكن يساعد على النهوض ولكن العلاج الحقيقي في الوعي
والمعرفة والإيمان, أي في الفلسفة.
وكانت الفكرة الأولى لهذا الكتاب قد أتت من فيلم: “عقل جميل” والمبني على قصة حقيقية بأن البطل والذي كان أستاذاً جامعياً مرموقاً ولكنه صار يعتقد أن المخابرات الروسية تراقبه وأن الشيوعيين يدبرون لمؤامرة ويتخاطبون سرياً بشفرات في الصحف, وكان يرى عدة هلاوس ومهما حاول أصدقاؤه وأهله إخباره أنها هلاوس فلم يصدق أحداً (وهذا طبع من يهلوس)، حتى استطاع يوماً ما أن يتأكد أنها هلاوس بسبب بسيط وهو أن أحد الشخصيات التي كان
يراها وهي فتاة صغيرة، لا تكبر مع مرور السنين ولا تتقدم في العمر.
إذا وبعبارة أخرى وأدق يمكن القول أنه كتاب فلسفي, في إطار من علم النفس. فالكتاب يتناول ما يسمى بالعلاج الإدراكي المعرفي لحل مشكلة الفصام عن الواقع والأوهام, والحل هو على الطريقة الكلاسيكية إذ يناقش أشهر الأوهام وبطريقة منطقية فلسفية. والكاتب من هذا المنطلق خاض في كل المواضيع شرقاً وغرباً والتي يعتقد أنها حجر عثرة في طريق التفكير السليم المنطقي أو جزء من الوهم العام الذي نعيشه أو أنها أفكار مهمة للتفكير السليم ولا يجب أن تُتجاهل. (يشمل: فلسفة العلم, فلسفة الحياة, فلسفة البدء, فلسفة الأديان, فلسفة الفيزياء والتطبيقات الفيزيائية, فلسفة الشر, فلسفة اللغة والكلام, فلسفة السياسة والخلافة, فلسفة الحب وعلم الاجتماع, فلسفة الاقتصاد.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب