كتاب كارل ماركس وولادة المجتمع الحديث – ميخائيل هاينريخ
كان ماركس شخصاً يتعلم مدى الحياة؛ لكن، الفهم الدوغمائي لنظريات ماركس يبحث دائماً عن النتائج، التي يمكن للمرء التركيز والتشديد عليها عندّ دراسة ماركس لتسهيل مهمة فهمه، لكنني أؤكد على أهمية البحث في عملية التعلم، بدلاً من البحث عن مثل هذه النتائج فقط، علينا معرفة ما هي شروط هذه العملية؟ ما هي التجربة الجديدة لماركس؟ ما الذي تغير في نهجه وماذا بقي؟ هذا بالضبط ما أحاول القيام به في هذه السيرة.
من أجل القيام بذلك، كان علي أن أفحص بطريقة شاملة الظروف المتغيرة لحياة ماركس، ومصادره، وصراعاته، حيث كانت الإختلافات الشخصية والفكرية والسياسية متشابكة، وما ينتج عن ذلك من عملية التعلم المستمرة، كان لا بد لي من معاينة، ليس الأعمال الشهيرة فقط، ولكن الكم الهائل أيضاً من المقالات الصحفية والرسائل والمسودات وخاصة الدفاتر التي تم نشرها خلال العقود الماضية.
وأنا أعرف أن غالبية هذه النصوص الصغيرة غير موجودة في الترجمة العربية، بل إن بعض المسودات والدفاتر موجودة فقط باللغة الألمانية.
لذا فإن من المحتمل أن يكتشف القارئ العربي، المطلع فقط على الترجمات العربية لبعض النصوص الخاصة بماركس، ماركساً جديداً لم يعرفه من قبل.
ومع ذلك، ليس الهدف هنا تغيير وجهات النظر الحالية، إنني بهذه السيرة، آمل أن أساهم في قراءة جديدة لماركس، يمكن أن تؤدي إلى فهم وإستخدام أفضل لنظرياته، عند تطبيقها على مشاكل القرن الحادي والعشرين.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب