كتاب كانط راهنا (أو الإنسان في حدود مجرد العقل) – أم الزين بنشيخة المسكيني
إن رهان هذا الكتاب مضاعف: إعادة تأهيل الإنسان المدني من جهة، وتنشيط فكرة موجبة عن العقل الذي نحتاجه، من جهة أخرى، فضدّ الطاغوت واللاهوت الذي هَيْمَنَا على عقل الإنسان في ثقافتنا المعاصرة، يساعدنا كانط، في راهنيّة مثيرة، على التحرّر من ربقة الوصاية الفكرية والتعصّب الديني معاً، وهي راهنيّة حاولنا الكشف عنها من خلال بعض الحوارات الطريقة التي أقامها الفلاسفة المعاصرون مع أطروحاته، فتارة كان كائط راهنا بثراء إشكاليته، كما يبرز ذلك في نقاشات ريكو وحنّا أرندت ودولوز، وطوراً كان مثيراً بخطورة الحلول التي قدّمها، كما يبدو ذلك من خلال إعتراضات جوناس ودريدا وهابرماس عليه.
أما النتائج الحاسمة لمثل تلك النقاشات وهذه الإعتراضات فهي بلا ريب: دين بلا خرافة، وفنّ للتواصل والعيش معاً، وحسّ جمالي بوجودنا في العالم، ومسؤولية أخلاقية إزاء الآخر، وأخيراً إلتزام بمواطنة كونية بلا حدود، وتلك هي شروط الإنتماء الإيجابي والنشيط للإنسانية الحالية.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب