قريبا
كتاب كان يشبهني بالضبط – عصام راسم
قال لي “حيدر” صديقي السوداني وهو يشدُّ ملامح وجهه النحاسي، ويلفظ أحرفه بعناية مقصودة أنه في كل واحدٍ من الناس، بقايا لإلهٍ وثنيٍّ قديمٍ. في أعماق الإنسيّ الغائرة طوطم أثريّ، من حين لآخر يقدِّم الفرد، ذبائحه ونذوره وولاءه لهذا الوثن.
“ها ها ها. يخرب بيتك يا حيدر! كلامك عجيب. هاهاها”.
رغم إنني سخرتُ من تفلسُف “حيدر” تاجر التماثيل الأفريقية القديمة، إلا أنني لاحظتُ مدى الجدية والحسم الذي تلبَّسَ صوتَهُ الرخيم المموَّه بلهجة سودانية قريبة إلى حدٍّ ما من لهجتنا” الصعيدية” الجافة المتعطشة. كنت أجلس بجواره على الأريكة المتهالكة، ونحتسي شاينا المسائي، وأمامنا فرْشَهُ المتواضع الذي يعرض “للخواجات” ولمن أراد، الأقنعة والدروع والتماثيل الأفريقية البدائية.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب