كتاب كتب تحترق (تاريخ تدمير المكتبات) – لوسيان بولاسترون
إنّ هدمَ المكتبة فعلٌ يعود إلى أقدم العصور، ظهر مدمّرو المكتبات بالتزامن مع ظهور الكتب نفسها، وظلّوا يتوالدون مع تكاثر الكتب: بقدر ما تزداد كميتها؛ يزداد السعي إلى تدميرها؛ وسواء اعتُبرت المكتبة مخلّة بالنظام أو على العكس: رمز النظام، فهي دائماً تتوسّط الأزمات والمواجهات: لكنها في غالب الأحيان، لا تعيش بعدها.
يسطّر هذا الكتاب تاريخ العمليات الكبرى لتدمير المكتبات منذ الصين في عهد سلالة كينغ وصولاً إلى الكوارث المعاصرة، من حريق الإسكندرية إلى إلتهاب سراييفو سنة 1992، مروراً بروما، وكتيزيفون، وبغداد (جنكيز خان)، ثمّ شرور محاكم التفتيش، ثم الثورة الفرنسية أو الكومون.
يُظهر المؤلِّف إلماماً معرفيّاً متميزاً بهذا المجال الذي لم يُدرس حتى الساعة بما فيه الكفاية، ويتابع التحريات المتعلقة بأسباب الكارثة بحيث يعيد تركيب الكنوز المفقودة، ويقتفي أثر المؤلفات الناجية.
وسوف يجد القارئ الكريم إضافة مهمة للترجمة العربية لهذا المؤلِّف المرجعي، وردت على شكل ردّ علمي موثق أتحفنا به العلامة التونسي د.حمادي بن جاء بالله، يدحض فيها نهائياً “الخرافة” المتداولة القائلة بتدمير مكتبة الإسكندرية على يدي عمرو بن العاصر بأمر من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب