كتاب مازال هذا الليل ينجب نجمة – كميل حمادة
لا حصةٌ ليَ في حياتكَ، أنت تنساني وتمضي، ثم تأخذُكَ القصيدةُ والصديقةُ والقضايا والمرايا والأماسي الشاعريّةُ، ثم ترجعُ حين يُنهككَ الحنينُ وحين يُتعبك المزاجُ العاطفيُّ، وحين يُثقلك المسيرْ.
لكِ حصةٌ من كلِّ شيءٍ، من بكائي في الحضورِ وفي الغيابِ وفي اللقاءِ وفي مغادرةِ المقاهي بعد موعدِنا الأخير.
لكِ حصةٌ من ليلِ ليلي، كلما حاولتُ أن أغفو قليلاً كي أنالَ إجازةً من حزنِ وجهك، جاءني في الحلْمِ وجهُكِ متعباً كقصيدةٍ ريفيةٍ أُولَى، كمثل مدينةٍ في آخر البلدِ الصغيرْ.
لكِ حصةٌ من سهلِ قلبي، إنني خبأتُ إسمكِ في سهولِ مواجعي، ونسيتُ أن أنسَى مكانكِ، يا ابنةَ البحر البعيدِ ويا ابنةَ اللغةِ الغرابة، وابنةَ النخلِ المغادرِ خلف ظلّ ظلالهِ بحثاً عن الوطن-الهجير.ْ
لكِ حصةٌ من يوميَ اليوميّ، من عاداتيَ الصُّغرَى، ومن أفكاريَ الكبرَى، ومن كلّ التفاصيلِ الدقيقة، من هوامشيَ الكثيرةِ، من جميع الترّهات، ومن جميع الأولوياتِ الشقيّة؛ حصةٌ مني قليلاً، ربما لكِ في دمي النزِقِ الكثيرْ.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب