كتاب ما وراء تأسيس الأصول (مساهمة في نزع أقنعة التقديس) – علي مبروك
انطلاقاً من آلية التفكير بالأصل، التي تؤسس للعجز العربي الراهن، من خلال تدشينها لنظام العقل التابع، إنما تجد ما يؤسسها في قلب البناء الأصولي لكل من الشافعي والأشعري، فإن هذه القراءة تجادل بأنه لا سبيل للانفلات من عوائق تلك الآلية، وآثارها التي لا تزال تتداعى حتى اليوم, استبداداً وتبعية، إلا عبر ارتداد بما يقوم وراء أصول الرائدين الكبيرين من الشرط المتعالي والمجاوز الذي جرى الإيهام بأنه – وليس سواه – هو ما يقوم وراءها، إلى الشرط الإنساني المتعيّن الذي يكاد – منفرداً – أن يحدد بناءها ويفسره، والذى تتجاوب فيه – على نحو مدهش – كل أبعاد الواقع الإنساني وعناصره، من النفسي والاجتماعي والسياسي والمعرفي. وبقدر ما يؤكد هذا التجاوب على إنسانية الشرط الذي انبثقت في إطاره أصول الرائدين، وبما ارتبط بها من آليات وطرائق في التفكير، فإنه يقطع – بذلك – بإمكان تجاوزها الانفلات من سطوتها.
وهنا، يلزم التنويه بأن هذه القراءة لا تسعى إلى إنجاز ما هو أكثر من التاكيد على إمكان هذا الارتداد من “المتعالي” إلى “الإنساني”.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب