كتاب مذكرات صياد – إيفان تورغينيف
حكايات تصور معاناة واضطهاد شرائح اجتماعية من المثقفين والفلاحين الروس، لوحات واقعية لحياة هزيلة تعيشها الانسانية في ظل العبودية يضمها كتاب بعنوان (مذكريات صياد) للكاتب إيفان تورغينيف
واستنزاف جهودهم هباءً إذ يستثمرها الملاكون لصالحهم، باستثناء بعض المحسنين ممن استطاعوا الاحتفاظ بقواهم العاطفية والتحلي بروح الخير وحب الناس، فنجد بيوتر كاراتايف يضحي بكل ما يملكه في سبيل الفلاحة الممتلكة التي يحبها، وتتسم تايتانا بوريسوفنا بالحسنات والبساطة والوداعة، إذ تتميز شخصيتها بالترفع عن التفاهات برغم عيشها لمدة طويلة في الريف الذي يحد الفكر في اطر ضيقة ومحدودة. وفي قصة “هاملت من منطقة شيغروفسكي” نجد تصويراً لمعاناة فئة من المثقفين الروس الذين درسوا في الخارج واطلعوا على الفلسفة الألمانية، واعجبوا خصوصاً بفلسفة هيغل، لكنهم لم يستطيعوا ان يفهموا الواقع الروسي، ولا ان يطبقوا أفكارهم الجريئة المتفائلة، ما جعلهم يشعرون بالضياع والخواء الروحي والفكري والعزلة عن كل ما يحيطهم. وتأخذ مأساتهم لوناً تراجيدياً قوياً لأنهم لم يقدروا على ايجاد مكان لهم في الحياة الروسية. من جانب آخر يكشف الكاتب الصفات الخلقية السامية لدى الفلاحين وحب الطبيعة والروح الشاعرية التي تسمو بها، فقد تضمنت قصة “خور وكالينيتش” عقلية عملية وفكر ثاقب يتصف بها خور، لذا استطاع ان يدبر أمور معيشته. اما صديقه كالينيتش فهو رومانتيكي النزعة وبعيد عن التفكير العملي في حياته، لكنه ذو روح طاهرة نقية. وتنطوي شخصية كاسيان في قصة “كاسيان من الارض الجملية” على روح عاطفية وتفكير متأمل عميق في عظمة الخالق وجبروت الطبيعة.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب