كتاب مراثي اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى – نبيل فياض
»مراثي اللات والعزّى… ومناة الثالثة الأخرى«، عمل »غير تقليدي« في شكله ومضمونه: كُتب على مدى أربع سنوات من أفكار سامة كانت تهرب إلى الرأس في أوقات غير سهلة.
ثم أُضيف إليها مقدمتان لكتابي »الهاجريون« و»يوم انحدر الجمل من السقيفة«، وجدنا أنها أكثر انسجاماً مع »المراثي« من غيرها. وآثرنا ألا نعدّل أو نغيّر شيئاً – كل فكرة تصبح ملك اللحظة، واللحظة هي جزء من أبدية؛ حتى وإن تكرّرت بضع أفكار بين صفحة وأخرى.
نبيل فياض
هناك أوثان في هذا العالم أكثر من الحقائق – نيتشه
لا أحد يجرؤ على طرق باب الإله الأعظم عبر شفاعة لات أو عزّى. لا أحد يستطيع إغضاب أناه العليا، إلهه، عبر تملّق غرور أوثان صغيرة يعتقد الجميع خطأً – للأسف – أنّها انتهت. فتلك الأحجار بالذات، التي اعتُقد ذات ليلة أنّ روح القداسة قد نُزعت عنها: تلك الأحجار بالذات، التي هي بقايا لات وعزّى، عادوا ليبنوا منها أوثاناً أكثر قداسة من أي لات وعزّى – وأوثق سيطرة. كان المرء يعبد لات وعزّى، يصنع لهما أصناماً من مواد متنوعة، متعددة الأصول: لكن قداسة لاته وعزّاه لم تحل بينه وبين تلذّذه بطعمهما حين كانا يُصنعان من التمر – خلو المخيّلة من الصنم أسهل
كثيراً من خلو المعدة من الطعام. أوثاننا الحاليّة أصعب من أن تهضم، أقسى من أن تمضغ، أقزز من أن توضع في الفم، وأقدس من أن تمس.
واعزاه!!! ولاتاه!!!
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب