كتاب مصابيح الذاكرة – حسين سعد
هذه النصوص المجتمعة في كتابٍ واحدٍ، أردتُ من خلال أرشفتها من دون أي تعديل، على الرغم من مرور أكثر من ثلاثين عاماً على كتابة بعضها، أن تحفظ حقوق شخصيّات اجتماعيّة وحزبيّة مقاومة، ومحترفين في مهنهم، ورجالات تركوا في بيئتهم الجنوبيّة أثراً في الفنّ والرسم والاعلام، والحفاظ على الذاكرة الشّعبيّة والهويّتين اللبنانيّة والفلسطينيّة وحتّى الأمميّة.
لكلّ واحد من هؤلاء قصّة وحكاية، تصلح لكي تكون مدوّنة، يستفاد من تجاربهم وعصاميّتهم. لهؤلاء مقامات مختلفة، فمنهم أشخاص معروفون على مستوى لبنان والعالم العربيّ، وآخرون عاشوا الحياة على سجيّتهم وفطرتهم المجبولة بالانتماء والبساطة.
حسبي في هذا الكتاب المتواضع الذي حرصت أن تكون صوره بالأبيض والأسود، أنه يلامس، بحسب اعتقادي، جوانب مهمّة من حقب تاريخيّة للعمل المقاوم اللبنانيّ الفلسطينيّ، ومجازر العدو الإسرائيليّ بحق المدنييّن ابتداء من “صلحا” العام 1948 وحتّى مجزرتي قانا الأولى والثانية ومروحين، وتاريخ الوجود الأرمنيّ في صور، والفنار البحري، ولغة المبيّضين في قرية جويّا، وأمميين التصقوا بأرض الجنوب وصاروا جزءاً من حكاياتها.
إنّ هذا الكتاب مساهمة بسيطة، تجاه أفراد عرفتهم وتفاعلت معهم من قرب، كانوا بمثابة بذار للأرض الطيّبة والنضرة، وإنني اعتذر من آخرين لم تتوافر الظروف لإنصافهم وهم الأقرب إلى قلبي أيضاً.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب