كتاب مفترق الطرق (اليهودية ونقد الصهيونية) – جوديث بتلر
تحاول المؤلفة في هذا الكتاب فضح الزعم القائل إنّ كل انتقاد لإسرائيل هو معاداة للسامية، مستندةً إلى مصادر يهودية تنتقد عنف دولة إسرائيل وقهرها الاستعماري للسكان الفلسطينيين وترحيلهم وطردهم؛ بمعنى أن بتلر تحاول أن تُبيّن أن ثمة نقدًا يهوديًا أيضًا لعنف إسرائيل، وأن ثمة قيمًا يهوديةً تحكم التعايش مع غير اليهود، وهي جزء من الجوهر الخُلقي الفعلي لليهودية الشتاتية.
يتألف هذا الكتاب (384 صفحة من القطع المتوسط، موثقًا ومفهرسًا) من مدخل وثمانية فصول. في مدخله، “الافتراق عن الذات والمنفى ونقد الصهيونية”، تؤكد بتلر مواجهتها عديدًا من المشكلات عند تبيانها وجود تقاليد يهودية إلزامية تُعارض عنف الدولة وأنماط الطرد والتطويق الاستعماريين. فحين تزعم أن ثمة تقليدًا يهوديًا عريقًا يؤكد أنماط العدالة والمساواة التي من شأنها أن تُفضي بالضرورة إلى نقد الدولة الإسرائيلية، تكون قد صاغت منظورًا يهوديًا غير صهيوني، بل معاديًا للصهيونية، مجازفةً حتى بتحويل مقاومة الصهيونية إلى قيمة يهودية، ومؤكدةً بذلك المصادر الأخلاقية الاستثنائية لليهودية، “لكن كي يكون نقد الصهيونية فاعلًا وأساسيًا يجب رفض ادعاء الاستثنائية هذا لمصلحة قيم ديمقراطية أكثر جوهرية”.

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب



