كتاب مقالات إمرسون (السلسلة الأولى والثانية) – رالف والدو إمرسون
لو رجعت إلى أية صفحة من هذه المجموعة من مقالات رالف والدو أمرسون لوجدت عبارات تقوم بحد ذاتها كحكمة يهتدى بها أو شعر. ففي كل مقالة يوجد العديد من الملاحظات المنطقية والمستمدة من الواقع لكنها ملهمة بقدر ما هي جميلة الصياغة. إن اختيار أمرسون للكلمات دقيق ومدهش في الوقت نفسه حتى أن القارئ ليذهل لقدرة المؤلف على المحافظة على إيقاعه الاستثنائي الخلاق.
ولد أمرسون في مدينة بوسطن بولاية ماساشوستس في 25 أيار عام 1803. كان والده قسيساً في الكنيسة الولى (الموحدة) في بوسطن وكان يتسم بالليبرالية، والظرف، والثقافة. أما أمه فكانت محافظة وشجاعة وعالية التهذيب. توفي الوالد عندما كان رالف في الثامنة من العمر، فافتتحت والدته عندها سكناً داخلياً. لعل الأثر الأكبر في صياغة سنوات تكوينه الأولى يعود إلى خالته ماري مودي، المرأة الحيوية ذات الأطوار الغريبة التي كانت تؤكد على حب الطبيعة، والاعتماد على النفس والأمانة.
أثناء دراسته في هارفارد للفترة ما بين 1817 و1821، شرع أمرسون بتدوين مفكرته وبدأ عادة الخروج سيراُ على الأقدام لمسافات طويلة في الغابات والحقول وهي العادة التي لازمته طوال حياته. بعد الدراسة في كلية اللاهوت، التحق بسلك الكهنوت وخدم في الكنيسة الأولى ثم الكنيسة الثانية قبل أن يصبح قسيس الكنيسة الخاصة بمجلس شيوخ الولاية.
نشر رالف والدو مقالاته التي يحتويها هذا الكتاب في مجلدين: “السلسلة الأولى” في عام 1841، و”السلسلة الثانية” في عام 1844. كان امرسون قد حقق لنفسه شهرة كمحاضر ومفكر في الوقت الذي صدر فيه الكتابان. ضم كتابه الأول “الطبيعة” (1836) أساسيات فلسفته المتسامية التي تؤكد قدرة الفرد على الإبداع، وبداهة المعرفة، وتقديم الروجي على المادين والاستجابة شبه الدينية للطبيعة.
ومن أهم عناوين مقالات هذين الكتابين نذكر: الشخصية، الروح العليا، الإسماني والواقعي، التدبير، الحب، الصداقة، الاعتماد على النفس، التاريخ، الثواب، السياسة، مصلحو نيو إنجلاند، الفن، البطولة.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب