كتاب مقالات ومحاضرات في التأويلية – بول ريكور
النشوة الاستتيقية لا يمكنها أن تستعيد مكانتها كتجربة أصلانية إلا إذا ما أرجعت إلى منابعها بواسطة تاريخ تأويلي حقيقي للانفعالات اللامبالية. إن هذا التاريخ المفهومي للنشوة الذي يستدعي أوغستين بقدر ما يستدعي غورجياس و أرسطو هو بالأساس تاريخ للوظيفة التطهيرية للفن عبر البلاغة و الإنشائية و مقالات الدفاع. و هو يظهر ثراء التجربة الاستتقية المغمور ، و هي التجربة التي تجمع بين جحد العالم و نقله في الموضوع الجمالي ، و بين التمسيف بين الأدوار الاجتماعية و التماهي اللعبي مع البطل الخيالي ، و بين قوة العصيان و طاقة تدشين معايير جديدة للفعل.
و تبدو أعمال ياوس اليوم هي الأقدر على سد ثغرة هامة في الهرمينوتيقا ، أعني دراسة الانفعالات اللامبالية في علاقتها يالقصة التخييلية و الشعر. فيضيف معرف النشوة الإستتيقية هكذا بعدا جديدا ، غير لغوي في المعنى الضيق ، إلى الفهم السابق للعالم الذي تنغرس فيه كل المعارف. إن هذا المسعى يخص الجدل الإبستيمولوجي من جهة كون مفهوم التجربة الإستتيقية يعضد أطروحة أولوية الحس المشترك على المعرفة المفهومية و أولوية التواصل الإستتيقي على التوافق النظري.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب