كتاب مكافحة الفساد عبر التاريخ – رونالد كروزي وأندريه فيتوريا وجي. غيلتنر
هذا هو الجزء الأول من كتاب “مكافحة الفساد عبر التاريخ: من العصور القديمة إلى العصر الحديث” (الذي يصدر جزؤه الثاني في العدد المقبل)، والكتاب بجزأيه هو أول دراسة مقارنة كبرى لكيفية تعريف المجتمعات والسلطات في التاريخ الأوروبي وخارجه للسلطة الشرعية من حيث مكافحة الفساد وتصميم آليات محددة لتنفيذ جدول الأعمال هذا. وينظر إلى الفساد اليوم على نطاق واسع باعتباره إحدى أكثر المسكلات التي نواجهها إلحاحا كمجتمع عالمي، حيث يقوض الثقة بالمؤسسات الحكومية والمالية، والكفاءة الاقتصادية، ومبدأ المساواة أمام القانون ورفاهية البشر بوجه عام. ويمثل الفساد عقبة رئيسة أمام “الطريق إلى الدنمارك” – وهو مخطط أولي لبناء الدولة المستقر والناجح. وعلى رغم أن موضوع الفساد ومكافحة الفساد قد جذب انتباه السياسيين والعلماء والمنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام العالمية، فقد أولي اهتمام ضئسل للعلاقة بين الفساد ووضع وتغيير وتنفيذ سياسات مكافحة الفساد عبر الزمان والمكان، مع التنوع المصاحب لذلك في كيفية تعريف الفساد واكتشافه ومكافحته.
لقد ظل الاقتصاديون وعلماء السياسة وصناع السياسات راضين عموما عن تتبع الاختلافات بين البلدان منخفضة الفساد والبلدان عالية الفساد في الوقت الحاضر، ومن ثم صياغتها في عديد من التصنيفات والمؤشرات. لكن الاتجاهات طويلة الأمد – الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية – التي يحتمل أن تعزز مكانة البلدان المتضمنة في تلك المؤشرات لا تزال تؤدي دورا بالغ الضآلة. يمكن أن يساعد مثل هذا النهج التاريخي في شرح لحظات التغيير الكبرى في الماضي، والتي قد تدعم بدورها أو تقوض المفاهيم والحقائق غير المبررة التي لدينا اليوم حول أسباب نجاح وفشل سياسات بعينها لمكافحة الفساد وعلاقتها بصورة البلد باعتباره أكثر أو أقل فسادا. هذه الثغرة العلمية تحديدا هي التي يسعى الكتاب الذي بين أيدينا إلى تجسيرها.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب