كتاب منامات سلطانية – عامر صالح
سعى البشر منذ القدم للتنبؤ بالمستقبل، ومعرفة ما قد تدور به الحوادث والأيام، واتخذوا لذلك كافة الوسائل والسبل، مُختلفةُ في ذلك أسبابهم، ولكن السبب الأكبر كان دائمًا وأبدًا؛ الخوف من مجهول قادم والبحث عن سبل النجاة من شروره، مندرجين بذلك تحت مقولة أن: «الانسان عدو ما يجهل»، فمنذ القدم وعلى مر الحضارات المختلفة تكرر ذلك الأمر كثيرًا، فالحضارة البابلية تذخر حفرياتها بالكثير من النقوش عن قراءة أحشاء القرابين والتي كان يتم تقديمها إلى المعبد، وذلك لاستشراف المستقبل والتنبؤ به، وفي مصر القديمة يبرز أمامنا أحد أبرز الأمثلة التي كان الناس يلجئون لها لقراءة مستقبلهم.
ففرعون الذي ذكره المؤرخون كونه كاد أن يقتل كافة أبناء بني اسرائيل لإخبار المنجمين إياه بأن هلاكه لن يكون إلا على مولود سيظهر من بينهم، ليكون منامه بذلك وغيره من المنامات وعلى مدى حقب تاريخية قد لعبت أدوارًا بارزةً في حياة الشعوب، مرتبطة في وجدانهم بالبحث عن تبرير فعل قد وقع، كإرهاص وتنبؤ به أو فعل سوف يكون له محل من الاعراب في المستقبل، حتى صارت الرؤى أحد أهم محركات الأحداث التاريخية، مؤثرةً تأثيرًا بالغ الشدة على مجرياتها، فإن رآها أحد السلاطين أو الأمراء، لم تكن حينها تمثل لهم مجرد منام بسيط أو حلم يمكن نسيانه بل كانت في بعض الأحيان يصل تأثيرها حد كونها محركًا ودافعًا أساسيًا لما يتخذه من قرارات وما يُصدره من أوامر، ليكون ديدن الرائيين؛ حكامُ ومحكومين أن يؤولوا مناماتهم باحثين بين طياتها عن البشارة، لاهثين وراء استطلاع المستقبل.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب