كتاب من وحي الآثار (نصوص تاريخية وعلوم أثرية) – رضا محمد عبد الرحيم
استطاع توماس أرنولد (1795-1842) أن يلفت الأنظار إلى وظيفة مهمة للتاريخ، ترجع فى أصولها إلى زمن بعيد، أى منذ اهتمام الطبقة الأرستقراطية بتعليمه لأبنائها من أجل الانتفاع بأحداث الماضى فى إدارة شئون المستقبل. ولم يكن “أرنولد”بضيق الأفق بحيث يكتفى بالتاريخ القديم، بل كان يدرك تماما أنه لابد من دراسة التاريخ الحديث جنبا إلى جنب مع التاريخ الكلاسيكى، كما لم يكن يؤمن بتقسيم التاريخ إلى عهود منفصلة بعضها تمام الانفصال عن البعض الآخر، فهذا الاستمرار وهذه الوحدة تجعل فى الإمكان دراستة الحاضر فى ضوء الماضى.
ويسعى هذا الكتاب عن طريق تقديم معالجة ثرية ومتنوعة لموضوعات تاريخية؛ للوقوف على التحقق من مبادىء توماس أرنولد، وأهمية اتباع أساليبه تطبيقا على تاريخ مصر قديما وحديثا جنبا إلى جنب،كما تأتى أهمية هذا الكتاب أيضا، من محاولة الكاتب إثبات أن دراسة التاريخ ليست دراسة معتزلة عن سواها، بل هو إحدى دراسات يجمع بينها نسب واحد ،ويتألف من مجموعها علم عام هو علم الاجتماع، فالتاريخ فرع من علم الاجتماع.
كما تأتى أهمية هذا الكتاب أيضا من أن مؤلفه باحث آثرى درس وعاش ما يناهز ربع قرن فى الحقل الأثرى. ويتمتع بما يعرف بالحاسة التاريخية أو ما يطلق عليها أحيانا، بالعقلية التاريخية،تلك التى تتجه أساسا إلى رد الحدث أو الشىء إلى أصليهما، والتى تحرص على تتبع مراحل تطورهما، هذا التتبع يتم فى صورة زمنية سببية،وبهذا يمكن وصل الماضى بالحاضر، أو تفسير الحاضر فى ضوء الماضى.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب