كتاب من يحرث البحر – إلياس فركوح
ما أريد أن أتوصل إليه هو القبض على هذه المحاولة الدائبة في قصص إلياس فركوح لتذويب فعل الانفصال عن الأشياء والعالم ، في السرد ، وتحويله إلى نقيضه : أي إلى فعل إتصال والتحام بالموجودات والعالم عبر تذويب كل ما يمكن أن يكون فاصلاً ، سواء أكان فاصلاً زمانياً أم فاصلاً مكانياً . فاصلاً سلطوياً ( يأتي من الخارج ) أم فاصلاً داخلياً ( تُمليه المعتقدات والأفكار والمواضعات التي تؤمن بها الشخصية . )
وتمثّل قصة ” من يحرث البحر ” سواءٌ في عنوانها الذي يتخذ التساؤلَ صيغةً له أو في إلحاحها ، في الوصف وحوارات الشخصية الداخلية ، على تقليب إمكانية الفعل وعدمه . هذا الهاجس الملازم والممثل لقصص فركوح أصدق تمثيل . ولعل تصدره للمجموعة ووضع عنوانها عنواناً للمجموعة أن يكون ذا دلالة محورية في التعبير عن قصد العمل وغايته المركزية إذا آمنا أن للعمل الأدبي غايةً وهدفاً متصلين بالحياة البشرية والكون الاجتماعي الذي يكتب الكاتب منه قاصداً التعبير عنه أو الوصول إليه او التواصل معه ، كما هو الأمر في قصص إلياس فركوح.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب