كتاب موت الخبرة – توم نيكولز
سهل انتشار الإنترنت والتكنولوجيا من القدرة على الوصول إلى المعلومات أكثر من أي وقت مضى. وفي حين أن لهذا الانتشار تأثيراً إيجابيًا في المساواة بين الناس للوصول إلى المعرفة، إلا إنه خفض أيضًا من مستوى المعرفة المطلوب ليعتبر المرء نفسه “خبيراً.”
وقد تزامنت تلك المشاعر المعادية للخبرة مع المعاداة للفكر، ما نتج عنه مناظرات تفشت على نطاق واسع وافتقرت إلى المعلومات بداية من الحركات المضادة للتطعيمات ووصولاً إلى الهجوم على التعديل الوراثي للكائنات الحية. هذا التزايد في المساواتية الفكرية بدل من مشهد المناظرات وجعل كافة الأصوات متساوية و”الحقيقة” مصطلح ذاتي. فصار تصفح موقع (ويب إم دي) يجعلك على قدم المساواة مع الأطباء، وتتيح موسوعة (ويكيبيديا) للجميع أن يصبحوا خبراء في السياسة الخارجية وعلماء وأكثر من ذلك.
وكما يبين توم نيكولز في كتابه «موت الخبرة»، فإنه يوجد عدة أسباب وراء هذا، تتراوح من سهولة الوصول إلى محركات البحث على الإنترنت ووصولاً إلى انسحاب نموذج رضا العملاء على مؤسسات التعليم العالي.
ونتاج تلك التوجهات السائدة المتشابكة كما يقول نيكولز هو انتشار عدم الثقة في الخبرة بين العامة والمتزامن مع اعتقاد لا أساس له من الصحة بين عديمي الخبرة أن آرائهم متساوية بنفس الدرجة وتضاهي آراء الخبراء.
إن الخبراء ليسوا على صواب دومًا بالطبع، ويتعرض نيكولز إلى فشل الخبراء في الكتاب، لكن الفيصل أن القرارات السيئة من الخبراء كان بالإمكان دحضها من خبراء آخرين أكثر حنكة. والمشكلة الأن أن إسباغ صفة الديمقراطية على نشر المعلومات نتج عنه جيشًا من المواطنين ضعيفي المعرفة الذين يستهجنون الخبرة.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب