كتاب موت الناقد – رونان ماكدونالد
سعى هذا الكتاب إلى القول إن دور النقد الأكاديمى القائم على حكم القيمة قد تراجع دوره وتضاءل تأثيره وضعفت صلته بجمهرة القراء فى ظل مد النقد الثقافى الذى يتصدر المشهد النقدى فى المؤسسة الأكاديمية البريطانية و كذلك الأمريكية. ويبنى الأكاديمى البريطانى رونان ماكدونالد على هذا التصور إعلانه المدوّى عن “موت الناقد” والعمل الجارى على حفل تأبينه، فى إشارة رمزية دالة على فقدان الناقد الأكاديمى، وكذلك الصحفى، مكانتهما ودورهما فى الثقافة الأنجلوساكسونية خلال العقود الثلاثة أو الأربعة؛ وبالتحديد بعد الثورة الطلابية فى أوروبا عام 1968 وصعود التيارات المعادية للسلطة، والكارهة لها، فى المجتمع الشاب الداعى إلى التحرر من جميع أشكال السلطة، بما فيها سلطة الناقد الأكاديمى.
لقد حدث تحول جذرى فى دراسة الآداب والفنون بحيث حلّ القارئ غير المتخصص محلّ القارئ المتخصص الذى يعمل فى المؤسسة الأكاديمية، أو حتى فى الصحافة السيّارة التى أتاحت فى عقود سابقة تأثيراً واسعاً للنقاد الذين ينشرون مقالاتهم وتعليقاتهم فى المجلات المتخصصة بمراجعات الكتب وكذلك فى الملاحق التى تصدرها الصحف الغربية الكبرى يوم الأحد. كما شحب دور الناقد وتضاءل حضوره أيضا بسبب ابتعاده عن كتابة مانسميه فى الحقل النقدى العربى “النقد التنويرى”، وانسحابه إلى صومعته الأكاديمية مكتفيا بكتابة دراسات وبحوث لايفهمها سوى النخبة المتخصصة العارفة باللغة الاصطلاحية والمفاهيم والمنهجيات التى توجه هذا النوع من الكتابات النقدية التى لا تلقى بالا لما تهتم به الجمهرة الواسعة من القراء من تعريف بالأعمال الأدبية والفنية وتقديم إضاءات حولها وربطها بسياقات إنتاجها، والتعرف على مواضع تميزها ومقدار إضافتها إلى النوع الأدبى.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب